NevigatorBar

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

رسالتي


الإنسان قيمة عليا . يستمد هذه القيمة العليا من وجوده المجرد وإرادته الحرة وفكره الخلاق . ثلاثة أبعاد تمنحه التفرد والرقي والخصوصية . الأبعاد الثلاثة هبة من الخالق جلّ وعلا لم يمن بها عليه غيره ، وليس لأحد سواه حقوق مترتبة على الإنسان من جرائها .

لقد خَلق الله سبحانه وتعالى الإنسان كريما مخدوما مفضَّلا على غيره من المخلوقات لذاته . ليس لعرقه ولا لدينه ولا للونه ولا لجنسه . قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) فهو مكرم يستحق كل التقدير والإحترام على العموم ، ( وحملناه في البر والبحر ورزقناه من الطيبات ) فهو مخدوم مهدت له سبل الحياة ، ( وفضلناه على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) نال أعلى المراتب بين المخلوقات وارتقى أسمى الدرجات .

* الإنسان إذن محصن لا ينبغي أن تمتهن كرامته ولا أن تنتزع منه أفضليته ولا أن يحرم من خدماته .
فقد وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان إرادة حرة توفر له مطلق الحق أن يدين بما يشاء ويفكر بما يريد ويختار ما يشتهي ويقصد أي اتجاه . الخالق الجبار والقادر القهار ترك له ذلك ( لا إكراه في الدين ) و ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ، إكتفى بأن بين له سبل الرشد ومسالك الغي ، ( قد تبين الرشد من الغي ) ، وعلى ذلك فإن دعاة الدين ومروجوا الأفكار وسعاة الأحزاب لا ينبغي لهم أن يتجاوزوا فيما يدعون اليه ، عليهم أن يعرضوا بضاعتهم ثم يتركوا للإنسان حق الإختيار دون فرض أو إكراه ولا جبر أو إلغاء . لا ينبغي أن يتخذ بعض الناس بعضا أربابا ، فلا يسلم أحد قياده لأحد فيكون تابعا محضا بلا رأي وبلا خصوصية ذاتية ، ولا أن يقهر أحد عنوة أحدا فيكون آمرا فضا . الإرادة الحرة ديدن الأسياد .
*الإنسان سيد حر ، لا يستعبد ولا يستتبع ولا يغيب ولا يلغى وجودا وإرادة .
فقد حبا الله سبحانه وتعالى الإنسان بفكر خلاق ، يستنبط علل الأشياء ويربط النتائج ويشير الى التأثيرات الفعالة بين هذه وتلك . يفسر الوجود ويغني الحياة . مكنه ذلك من أن يتفاعل مع الزمان والمكان لينشئ الحضارات ، بكثير من التنوع وكثير من التفرد وكثير من الإبداع .
* الإنسان معالج مبتكر للحياة لا ينبغي أن يقيد فكره ولا أن تغلق دونه أبواب العلم ولا أن تحجب عنه آفاق التطلع الى مستقبل جديد على الدوام .
*السؤال المعتاد : هل للوجود الإنساني المجرد وإرادته الحرة وفكره الخلاق من حدود ؟ . دأب الناس على أن يقولوا نعم ، وهذا حق فالآخر له نفس المقومات والأبعاد ، والواقع أن هذا الوصف نسبي ، فالضمان الوحيد للجميع هو تحقيق الأبعاد الثلاثة التي تمثل اساس الوجود الإنساني ككائن حضاري كريم وحر .